قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرى
____________________________________
أنك رسول الله كما تزعم (١) ، فنزلت هذه الآية : (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الكفار : (أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً) أي أعظم من حيث الشهادة ، حتى آتيكم به دليلا على صدقي وصحة نبوتي ، إنهم يتحيرون في الجواب طبعا ، ويفكرون في الناس العظماء بنظرهم ليقولوا : «فلان» ، لكن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يقطع تحيرهم وتفكرهم بما علمه الله سبحانه (قُلْ) يا رسول الله : (اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) أي هو شاهد يشهد بصدق نبوتي. وقد مرّ سابقا أن شهادة الله هي إجراء الإعجاز على يده الكريمة (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ) أنزله تعالى عليّ (لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ) أي لأخوفكم بهذا العقاب ، وأخوّف من كفر وعصى (وَمَنْ بَلَغَ) عطف على «كم» أي أنذر به من بلغه هذا القرآن إلى يوم القيامة.
وروي عن الباقر والصادق عليهالسلام : أن «من بلغ» معناه : من بلغ أن يكون إماما من آل محمد فهو ينذر بالقرآن كما أنذر به رسول الله (٢).
وعليه فهو عطف على الضمير المرفوع في «أنذر» أي أنذر أنا الرسول والأئمة ـ الذين هم مصداق «من بلغ» ـ الناس (أَإِنَّكُمْ) أي : هل إنكم أيها السامعون الكفار (لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرى)؟ استفهام إنكاري ، أي : كيف تشهدون بذلك بعد وضوح أدلة التوحيد وقيام
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٤ ص ٢٢ وتفسير القمي : ج ١ ص ١٩٥.
(٢) الكافي : ج ١ ص ٤١٦.