إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤) أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٥)
____________________________________
[٥] (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ) رجوعكم ، ومعناه إلى حسابه وجزائه رجوعكم بعد الموت (وَهُوَ) سبحانه (عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) يقدر على إحياء الأموات ، ومحاسبتهم وجزائهم وقد اشتملت هذه الآيات على التوحيد والنبوة والمعاد ، وتعديل السلوك في الحياة.
[٦] ويواجه هذا الكتاب الحكيم وهذا الرسول البشير النذير جماعة من الناس بالإعراض بحني رؤوسهم وثني صدورهم كما يفعل كل من يريد أن يخفي نفسه منك ولا يعتني بك وبكلامك (أَلا) فلينتبه السامع (إِنَّهُمْ) أي الكفار (يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ) يطوونها ويدخلون بعض أجزائها في بعض كالمطرق الشديد الإطراق (لِيَسْتَخْفُوا) يطلبون بذلك تخفيهم (مِنْهُ) من الله أو من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (أَلا) فلينتبه السامع (حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ) يتغطون بثيابهم ، فإن الإنسان المعرض يتلفّح بثوبه ، إما بأن يضعه على رأسه ، أو يخفي به بعض جسده ، ولعل بعضهم كان يفعل ذلك إظهارا لإعراضه حين يقرأ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم القرآن. (يَعْلَمُ) الله (ما يُسِرُّونَ) يخفون (وَ) يعلم الله (ما يُعْلِنُونَ) عند ما يستغشون ثيابهم (إِنَّهُ) سبحانه (عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) أي الصفات والأسرار الكامنة فيها ، فلا ينفعهم ثني الصدور واستغشاء الثياب في تخفيهم عليه سبحانه ، فإنه العالم بكل شيء.