أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً
____________________________________
على حجية العقل وصحة حكم الفطرة ، فهو كبيّنة من الرب.
؟ وقد روي عن الإمام زين العابدين عليهالسلام تفسير «الشاهد» في هذه الآية بالرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (١).
وفي المقام روايات أخرى واحتمالات ، أما الروايات فالظاهر أنها من باب ذكر المصاديق ، كما روي أن الشاهد هو الإمام المرتضى عليهالسلام (٢). وأما الاحتمالات فلا حجية فيها ما لم توافق الظاهر.
(أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) استفهام تقريري ، أي هل من كان على برهان وحجة من قبل الله سبحانه ، فله نور فطري يرى الحق ويؤمن به؟ ولفظة «على» للتشبيه بالذي يركب المركب الفاره ، في مقابل الراجل (وَيَتْلُوهُ) أي يعضده ويؤيده (شاهِدٌ مِنْهُ) أي شاهد من قبل الله سبحانه ، وهو الرسول ، يشهد له بما دلّت عليه فطرته وهداه إليه عقله ، من أن للكون خالقا ، وأنه لا بد وأن يجازى كلّا بعمله. إلى غير ذلك مما تدل عليه الفطرة.
(وَمِنْ قَبْلِهِ) أي قبل هذا الشاهد (كِتابُ مُوسى) عليهالسلام يدل على صحة طريقته ، فله مؤيد فعلا ومؤيد سابقا (إِماماً وَرَحْمَةً) حالان لكتاب موسى عليهالسلام أي أن كتاب موسى إمام يؤتمّ به في أمور الدين ،
__________________
(١) راجع الكافي : ج ١ ص ١٩٠.
(٢) راجع مجمع البيان : ج ٥ ص ٢٥٥.