وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ (١٥) أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٦)
____________________________________
(وَزِينَتَها) أي بهجتها وزخارفها ، وهو معرض عن الآخرة (نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها) أي : نوفّ لهم جزاء أعمالهم ، فإن كل عمل فيه جزاء ولا بد أن يرى الإنسان ـ صالحا أو طالحا ـ جزاء عمله (وَهُمْ فِيها) في الحياة الدنيا (لا يُبْخَسُونَ) لا ينقصون منها شيئا. فإن «البخس» بمعنى النقصان.
[١٧] (أُولئِكَ) المريدون للدنيا فقط ، هم (الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ) إذ لم يعملوا في الدنيا عملا يستحقون به الجنة ، بل عملوا ما استحقوا به النار والعذاب (وَحَبِطَ) بطل (ما صَنَعُوا فِيها) ما عملوا في الدنيا من أعمال الخير ، إذ لم تكن أعمالهم لله سبحانه حتى يستحقوا عليها الثواب ، وحيث أن الثواب لازم طبيعي للعمل الصالح ، عبر ب «الحبط» بالنسبة إلى ما لا ثواب له ـ نظرا إلى نوعه ـ وإن كان الأمر ليس من الحبط حقيقة (وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) فإن مبرّاتهم باطلة لا ثمرة لها ، إذ لم تكن جامعة لشرائط الصحة.
[١٨] صنف من الناس يريد الحياة الدنيا وزينتها ، وصنف من الناس على بيّنة من ربه ، فهو يعرف طريقه ويؤمن بالآخرة كما يؤمن بالأولى ـ فطرة ـ وعنده شاهد يشهد له بصدق فطرته ، وهو الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد سبقه مصدّق بطريقته كتاب موسى عليهالسلام. إن هؤلاء الصنف يؤمنون بالرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنهم ينظرون إلى فطرتهم ، وإلى الشاهد ، وإلى الوثيقة السابقة. أما غيرهم فالنار موعدهم. هذا هو ظاهر الآية ، ويؤيده ما دلّ