وَيا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاَّ عَلَى اللهِ وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (٢٩) وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٣٠)
____________________________________
[٣٠] (وَيا قَوْمِ) لماذا تمتنعون عن إجابتي وليس في ذلك تكليف لكم بدفع الأجور حتى تخافون من ذلك وتهربون من دفعه ، فإني (لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) على دعوتي لكم إلى الله سبحانه (مالاً) فتستثقلون دعوتي (إِنْ أَجرِيَ) أي : ما أجري في التبليغ (إِلَّا عَلَى اللهِ) فهو الذي أمرني بذلك ، وهو الذي يعطيني الأجر والثواب على عملي (وَ) قد كان بعض الكفار سألوا نوحا بطرد المؤمنين ـ الأراذل في نظرهم ـ حتى يفكروا في أمره ويلتفوا حوله ـ كما قال بعض المفسرين ـ لكن نوحا أجابهم بقوله : (ما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا) لست أطردهم من عندي ولا أقصيهم من حوالي ، ولماذا؟ أليسوا هم مؤمنين بي و (إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ) فيجازي من طردهم بالعذاب والنار ، كما تقول : «لا أقطع علاقتي بفلان فإنه يلاقي الملك» ، تريد : فيشكوك عنده (وَلكِنِّي أَراكُمْ) أيها الكفار (قَوْماً تَجْهَلُونَ) الحق ، فتعلّلون عدم إيمانكم بعلل واهية وأعذار سخيفة.
[٣١] (وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ) بأس (اللهِ) ونقمته (إِنْ طَرَدْتُهُمْ) أي طردت هؤلاء المؤمنين بلا ذنب ولا عصيان ، حين يشكوني خصمائي عند الله (أَفَلا تَذَكَّرُونَ) تتفكرون ، فتعلمون أن الأمر على ما قلته. وهكذا يكون دائما المتكبرون ، إنهم يقولون لأصحاب الرسالات