وَتِلْكَ عادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (٥٩) وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ
____________________________________
اللفظ لدلالته على ما كان للعذاب من شدة وهول ، وتكرّر «نجينا» إما لبيان الخصوصية فإن اللفظ أولا كان مطلقا ، ثم جيء به مع المتعلق ، وإما لبيان أنهم نجوا من عذاب الآخرة كما نجوا من عذاب الدنيا ، وهذا فيما إذا أريد من «العذاب الغليظ» عذاب الآخرة.
[٦٠] ثم تأتي القصة في جمل قصار للتكرير والتركيز في الذهن (وَتِلْكَ) القبيلة التي أهلكت وهي (عادٌ) أي قبيلة عاد (جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ) أنكروا براهينه وأدلته التي أقامها على توحيده ورسالة رسوله وسائر الأصول والفروع (وَعَصَوْا رُسُلَهُ) بالمخالفة والمشاقة. وإنما قال «رسله» بلفظ الجمع ، لأن من كذّب رسولا فقد كذّب الرسل ، كما أن من المحتمل أن يكون سبحانه أرسل إليهم أنبياء ، وإنما تعرض لقصة أحدهم فقط وهو «هود» (وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) «الجبار» هو من يجبر الناس على ما يريد ، و «العنيد» الكثير العناد الذي لا يقبل الحق ، والمراد جبابرتهم ، فقد كان قوم هود يمتثلون أمر الرؤساء الجبارين عوض امتثال أمر الأنبياء المصلحين.
[٦١] (وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً) فإن الله سبحانه سخّر للمؤمنين لعنة الكفار ، فقوم هود «عاد» يلعنون في الدنيا ، فتعقبهم اللعنات مدى الزمان (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ) يكونون ملعونين مطرودين عن الخير معذّبين في النار ، يلعنهم الأنبياء والملائكة والمؤمنون (أَلا) فلينتبه السامع (إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ) أي : كفروا بربهم ، أو المراد أنهم ستروه بأن