أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ (٦٠) وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ
____________________________________
لم يعترفوا به ، فإن «الكفر» أصله «الستر» (أَلا) فلينتبه السامع (بُعْداً لِعادٍ) أي أبعد الله عادا (قَوْمِ هُودٍ) النبي هود عليهالسلام عن رحمته. وهذا دعاء عليهم يتضمن التوهين والإذلال.
وفي تكرّر «ألا» و «عاد» إظهار فظاعة أمرهم ، وحث الناس على الاعتبار بما نالهم ، والحذر من مثل أفعالهم ، وإنما قال «قوم هود» ليتميزوا عن «عاد إرم».
ورد أن عاد كانت بلادهم في البادية ، وكان لهم زرع ونخل كثير ، ولهم أعمار طويلة وأجسام ضخمة ، فعبدوا الأصنام وبعث الله إليهم هودا يدعوهم إلى الإسلام وخلع الأنداد ، فأبوا ولم يؤمنوا وآذوه ، فكفت السماء عنهم سبع سنين حتى قحطوا ، فجاءوا إليه فقالوا : يا نبي الله قد أجدبت بلادنا ولم تمطر ، فسل الله المطر وأن يخصب بلادنا ، فتهيأ للصلاة فصلى ودعا ، فقال لهم : ارجعوا فقد أمطرتم وأخصبت بلادكم. وبقي في قومه يدعوهم إلى الله وينهاهم عن عبادة الأصنام حتى أخصبت بلادهم وأنزل الله عليهم المطر. فلما لم يؤمنوا وبقوا على كفرهم وإصرارهم بعبادة الأصنام أرسل الله عليهم الريح الصرصر يعني «الباردة» سبع ليالي وثمانية أيام حتى أهلكهم عن آخرهم.
[٦٢] (وَ) أرسلنا (إِلى ثَمُودَ) وهم قبيلة كانوا يسكنون مدائن الحجر بين تبوك ومدينة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (أَخاهُمْ) في النسب (صالِحاً قالَ) صالح عليهالسلام لهم : (يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ) وحده لا شريك له (ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) من هذه الأصنام التي تعبدونها وسائر الآلهة الباطلة