إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (٧٢) قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (٧٣) فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا
____________________________________
ولإبراهيم عليهالسلام مائة وعشرون سنة (١).
(إِنَّ هذا) التبشير بالولد ، أو الولد منا ونحن هرمين (لَشَيْءٌ عَجِيبٌ) ولم يكن تعجبا إنكارا لقدرة الله سبحانه ، بل الإنسان إذا رأى شيئا خلاف القوانين المودعة في الطبيعة تحرك فيه حس التعجب والاستغراب.
[٧٤] (قالُوا) أي قالت الملائكة التي بشروها بالولد : (أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ) استفهام تنبيه ، أي : كيف تعجبين من أمر إرادة الله سبحانه؟ والحال (رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ) تفضله وخيراته النامية (عَلَيْكُمْ) يا (أَهْلَ الْبَيْتِ) أي أهل بيت النبوة ، فإنه سبحانه لم يزل يرعاكم ويتفضل عليكم فلا عجب لأنه القادر على ما يشاء ، ولا عجب من جهتكم لأنكم مورد ألطافه وكراماته (إِنَّهُ) سبحانه (حَمِيدٌ) محمود على أفعاله (مَجِيدٌ) ذو مجد ورفعة ، فبكونه محمود الفعال يتفضّل ، وبكونه رفيعا يقدر.
[٧٥] (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ) أي الخوف والرعب الذي دخله من الرسل (وَجاءَتْهُ الْبُشْرى) بالولد ، واطمأن بفضل الله ولطف الملائكة به ، شرع (يُجادِلُنا) أي يجادل رسلنا ويناقشهم. وحيث أن رسول
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٢ ص ١١٠.