فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ (٧١) قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً
____________________________________
لعمل الفاحشة من الرجال ، أو أنها ضحكت مستبشرة بقدوم الملائكة إلى دارها ، أو المراد من «ضحكت» حاضت ، فإن «ضحك» بمعنى سال ، يقال : ضحكت الشجرة ، إذا سال صمغها ، والمراد : أنها حاضت بعد عقم وانقطاع حيض ، وإن الحيض لمن المبشرات بالولد ، إذ لولاه لم يكن تكوّن الولد (فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ) وحيث أن بشارة الملائكة لا تكون إلا من الله سبحانه صح إسناد البشارة إلى نفسه تعالى (وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) فإن البشارة بالولد والذرية من خير البشائر للمرأة العقيمة.
[٧٣] (قالَتْ) سارة لما سمعت ببشارة الأولاد : (يا وَيْلَتى) حرف النداء دخل على منادى محذوف أصله : يا قوم ويلتي ، أو المعنى : يا ويلتي احضري فهذا وقتك ، كما قالوا في «يا للعجب» معناه : يا عجب احضر فهذا وقتك ، وليس حينئذ حقيقة وإنما القصد إنشاء التعجب بهذه العبارة ، و «ويلتي» أصله الدعاء بالهلاك ، لأن الويل بمعنى الشر والهلاك لكنه استعمل لمطلق التعجب عرضا ولو كان في الفرح ، من باب علاقة استعمال الضد في الضد ، نحو : «لا أبا لك» الذي كان أصله للسب ثم استعمل للمدح أيضا (أَأَلِدُ) أي : هل ألد الولد (وَ) الحال (أَنَا عَجُوزٌ) طاعنة في السن ، و «العجوز» لفظ يستعمل لكل ذكر وأنثى (وَهذا بَعْلِي شَيْخاً)؟! «البعل» الزوج ، أي إن هذا بعلي في حال كونه شيخا كبير السن.
روي أن سارة كان لها من العمر يوم ذاك تسعون سنة