فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ (٧٠) وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ
____________________________________
«حنذ» بمعنى شواه بالحجارة ، أي جاء بعجل مشوي بالحجارة ، أو المشوي مطلقا. وقد كان إبراهيم عليهالسلام محبا للضيف فلما رأى الملائكة ظنهم بشرا ـ لأنهم كانوا في صورة بشر ـ فأتى إليهم بالطعام ، وهو عجل مشوي.
[٧١] لكن الملائكة لا تأكل طعام الدنيا ، ولذا لم يتقدموا للأكل كما هو عادة الضيوف (فَلَمَّا رَأى) إبراهيم عليهالسلام (أَيْدِيَهُمْ) أي أيدي الملائكة (لا تَصِلُ إِلَيْهِ) إلى العجل ولا يأكلون منه (نَكِرَهُمْ) أنكرهم فإن «نكر وأنكر» بمعنى واحد (فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً) أي أضمر في نفسه منهم خوفا ، يقال : «أوجس خوفا» أي أضمر ، فإن الإيجاس يعني الإحساس. قالوا : فقد جرت عادتهم أن الضيف لو أكل من الطعام كانوا في أمن منه ، وإن لم يأكل خافوا من شره لأن عدم أكله دليل أنه ينوي السوء بالمضيف. وقيل : إن خوفه كان بسبب ما علم أنهم ملائكة وخاف من أن يكونوا أمروا بعذاب القوم.
(قالُوا) أي قالت الملائكة ، لما رأوا خوف إبراهيم عليهالسلام : (لا تَخَفْ) منا يا إبراهيم (إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ) بالعذاب والإهلاك ، ولا نضمر بك شرا ، أو لا نضمر بقومك شرا.
[٧٢] (وَ) قد كانت (امْرَأَتُهُ) أي زوجة إبراهيم سارة (قائِمَةٌ) في أثناء هذا الكلام بين إبراهيم وبين الملائكة (فَضَحِكَتْ) ولعلّ ضحكها كان بسبب البشارة بهلاك القوم المجرمين ، فإن المرأة أكثر الناس غضبا