قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ (٧٩) قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ (٨٠)
____________________________________
لا يبقى عارها عليّ مدى الحياة؟
[٨٠] (قالُوا) أي قال القوم في جواب لوط عليهالسلام : (لَقَدْ عَلِمْتَ) يا لوط (ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍ) أي من حاجة ، فكما لا يرغب الإنسان فيما لا حق له فيه ، كذلك لا يرغب فيما لا حاجة له فيه ، أو لأن من حق الرجل أن يتزوج البنت ، أما إذا لم يرد فكأنه لا حق له فيها ، أو المراد ب «الحق» الحصة ، أي لا حصة لنا فيهن (وَإِنَّكَ) يا لوط (لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ) من الضيوف وعمل السيئة بهم.
[٨١] وهنا انقطع لوط عليهالسلام ويئس وحزن و (قالَ) في أسف بالغ : (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً) فأكون قويا قادرا على دفعكم ، و «الباء» في «بكم» إما للمقابلة أي بمقابلتكم ، أو بمعنى «على» أي عليكم ، وحذف جواب «لو» توسعة في المتعلق ، أو لوضوح أن المراد «لمنعتكم» (أَوْ آوِي) من «أوى يأوي» بمعنى : لجأ (إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ) يمنعني منكم ، أي : لو تمكّنت أن أستعين بقوة عشيرة أو ما أشبهها لدفعتكم ومنعتكم.
في الحديث : إن جبرائيل قال ـ حين قال لوط ذلك ـ : «لو يعلم أية قوة له؟» (١).
وروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «رحم الله أخي لوطا كان يأوي إلى ركن شديد».
__________________
(١) الكافي : ج ٥ ص ٥٤٦.