قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ
____________________________________
[٨٢] وهنا تكلم الرسل و (قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ) أرسلنا لإنقاذك وهلاك القوم. روي أن جبرائيل قال للوط : دعهم يدخلوا. فلما دخلوا أهوى جبرائيل بإصبعه نحوهم ، فذهبت أعينهم كما قال سبحانه : (فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ) (١) ، (لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ) أي لا يقدرون أن يهجموا عليك وينالوا منك سوءا في نفسك أو ضيوفك. ورجع القوم عن دار لوط خائبين من رعب الملائكة فقد ألقي في قلوبهم رعب شديد ، وصاروا كلهم عميانا لا يبصرون.
وهنا توجهت الملائكة إلى لوط وقالوا له : (فَأَسْرِ) أي سر ليلا واخرج من هذه المدينة ، (بِأَهْلِكَ) «الباء» بمعنى «مع» أي مع أهلك (بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ) أي بعد ذهاب بعض الليل وقطعة منه ، فإن القطع من الليل : بعضه (وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ) إما بمعنى : لا يتخلّف في المدينة أحد منكم لأن كل من في المدينة سوف يصيبهم العذاب ، وإما بمعنى : لا ينظر أحد ورائه حين السير لئلّا يرى ما يزعجه من عذاب هؤلاء (إِلَّا امْرَأَتَكَ) استثناء من «أسر بأهلك» يعني فلتتخلف امرأتك ، لأنها كانت مع القوم ضدك يا لوط (إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ) أي يصيبها من العذاب ما أصاب القوم ، فاللازم عليك أن لا تخبرها وأن تخلّفها في المدينة (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ) أي وقت هلاكهم
__________________
(١) القمر : ٣٨.