الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (٨١) فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (٨٢) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (٨٣)
____________________________________
وعذابهم (الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) وهذا ما قالته الملائكة للوط حين استعجل عذابهم في ذلك الوقت.
[٨٣] (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا) بإهلاكهم (جَعَلْنا عالِيَها) أي عالي المدينة (سافِلَها) بأن قلبناها فإن جبرائيل أدخل جناحه تحت الأرض ثم قلبها بأن جعل أسفلها أعلاها (وَأَمْطَرْنا عَلَيْها) الظاهر أن الإمطار كان على نفس الناس ، و «الواو» لا تدل على تأخير الإمطار عن القلب ، وإن كان الترتيب الذكري قد يعطيه ، لأن «الواو» لمطلق الجمع كما ذكره أهل اللغة (حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) قيل : إنه معرّب «سنك كل» كلمتان فارسيتان بمعنى المدر ، ولا شاهد لذلك (مَنْضُودٍ) هو صفة سجيل ، أي متراكم بعضه يلاحق بعضا ، أو نضد بعضه على بعض حتى صار سجيلا ، أي صار حجرا.
[٨٤] (مُسَوَّمَةً) أي معلّمة ، جعل فيها علامات تدل على أنها معدّة للعذاب (عِنْدَ رَبِّكَ) في علمه سبحانه ، وفي خزائنه التي لا يتصرف فيها أحد سواه. وكان ذكر هذه الأوصاف للتهويل ، وإن الله سبحانه قد أعد لهم في خزائنه حجارة منضودة معلمة ، كما أن الملك يهيئ لأعدائه سيوفا معلومة معلمة في خزائنه ليكون على استعداد تام (وَما هِيَ) أي حجارة السجيل (مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) فلا يستبعد أحد كيف يعذب