وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (٨٤)
____________________________________
الله أحدا بإمطار الحجارة؟ إنهم ظلموا فاستحقوا العقاب.
وفي بعض الأحاديث : إنها مهيأة لظالمي هذه الأمة أيضا (١).
[٨٥] (وَ) أرسلنا (إِلى مَدْيَنَ) وهم قبيلة سمّوا باسم جدهم مدين بن إبراهيم ، أو أنها اسم مدينة. وفي الكلام حذف ، أي : أرسلنا إلى أهل مدين ـ لكن السياق يقوّي الأول ـ (أَخاهُمْ) في النسب (شُعَيْباً) وهذه القصة قد ذكرت في سورة الأعراف باختلاف في ذكر بعض الخصوصيات هنا ـ كما هو الشأن في القصص القرآنية ـ فإن القرآن يأخذ في كل موضع طرفا من القصة لإدراجه في المقصود العام المساق له الكلام (قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ) وحده لا شريك له (ما لَكُمْ) أي ليس لكم (مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) من الأصنام التي تعبدونها (وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ) أي لا تعطوا الناس أنقص من حقوقهم عند الكيل والوزن بالتطفيف ، و «المكيال» آلة الكيل ، كما أن «الميزان» آلة الوزن ، على وزن «مفتاح» (إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ) فقد أنعم الله عليكم بالرزق فلا تحتاجون معه إلى التطفيف والسرقة من الناس (وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ) إن بقيتم في الكفر وعملتم بالتطفيف (عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ) يحيط بكم
__________________
(١) راجع مجمع البيان : ج ٥ ص ٣١٧.