وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٨٥) بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
____________________________________
فلا ينجو منه أحد.
[٨٦] (وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ) بالعدل. وقد كان من عادة الأنبياء عليهمالسلام أن يركزوا جهودهم بعد الدعوة إلى التوحيد والمعاد ، على النقطة المنحرفة في القوم كما ركّز لوط عليهالسلام جهوده لإزالة الانحراف الجنسي في قومه. وكان الانحراف العام في قوم شعيب بعد عبادة الأصنام تطفيف المكيال والميزان ، ولذا أكد على ذلك بالقول مكررا ، مرة بالنهي عن التطفيف ، ومرة بالأمر بإيفاء الكيل (وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ) أي لا تنقصوهم حقوقهم ، فإن البائع إذا باع منّا ثم أعطى أقل من ذلك فقد نقص وبخس حق المشتري (وَلا تَعْثَوْا) من «عاث» بمعنى سعى في الفساد (فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) حال كونكم تفسدون. وهذا حال تأكيدي لأنه بمعنى الفعل ، وإنما جيء به لأن المفسد قد لا يعلم بإفساده ، فهو يريد النهي عن الإفساد عمدا ، أي لا تفسدوا متعمدين الإفساد قاصدين إليه بالذات.
[٨٧] (بَقِيَّتُ اللهِ) الذي يبقى بإذن الله وإجازته وإباحته ، وأضيف إليه تشريفا (خَيْرٌ لَكُمْ) أي ما أبقى الله تعالى لكم من الحلال بعد إتمام الكيل والوزن خير لكم من التطفيف والبخس ، فإنه أكثر بركة وأحسن عاقبة. وما ورد من أن الأئمة عليهمالسلام والحجة عليهالسلام ـ بصورة خاصة ـ بقية الله ، يراد بذلك أنهم وأنه عليهالسلام هم الذين أبقاهم الله سبحانه للهداية والإرشاد (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) أي لو كنتم مؤمنين لعلمتم أن بقية الله