وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (٨٦) قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (٨٧) قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ
____________________________________
خير ، أو أن خيرية البقية مشروطة بالإيمان (وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ) أحفظكم عن الحرام وعن العذاب ، وإنما أنا مذكّر مرشد ، فإن قبلتم قولي نجوتم ، وإن لم تقبلوا أهلكتكم.
[٨٨] (قالُوا) أي قال القوم في جواب إرشادات شعيب بالتوحيد وإيفاء المكيال والميزان : (يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ) التي تصليها لله (تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا) قالوا ذلك على نحو التهكّم والاستهزاء ، كأن الصلاة قد دفعت شعيب لهدم دين القوم (أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا) أي هل الصلاة تأمر أن نترك التطفيف. ومن المعلوم أن في الكلام حذفا تقديره : «أصلاتك تكلّفك أن تأمرنا بترك عبادة الأصنام وترك التطفيف في المكيال والميزان» (إِنَّكَ) يا شعيب (لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) قالوا ذلك على وجه الاستهزاء ، فإن الداعي الذي لا قوة له ولا طول كثيرا ما يظهر في مظهر الحليم ذي الرشد الذي يكتم غضبه وأسفه في مقابل الجهلة الذين لا يلبّون طلبه. والمراد : إنك مصطنع ذلك لاقتناص السيادة.
[٨٩] (قالَ) شعيب في جواب استهزاء القوم : (يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ) أي أخبروني (إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ) حجة واضحة على نبوتي وصدق ادعائي (مِنْ رَبِّي) أي من طرفه سبحانه (وَرَزَقَنِي مِنْهُ) من عنده تعالى