وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (١١٣)
____________________________________
المستقيمين ، فيجازي كلّ حسب عمله.
في تفسير «الصافي» : قال ابن عباس : ما نزلت آية كان أشق على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من هذه الآية ، ولهذا قال : «شيبتني هود والواقعة وأخواتها» (١).
وعن بعضهم قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في النوم ، فقلت : روي عنك أنك قلت : «شيبتني هود» فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «نعم» ، فقلت : ما الذي شيّبك منها ، أقصص الأنبياء وهلاك الأمم؟ قال : لا ، ولكن قوله تعالى : (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ) (٢).
[١١٤] وإذ أمر سبحانه المؤمنين بالاستقامة ، نهاهم عن الانحراف بالركون إلى الظالمين فإن كل انحراف عن الاستقامة ركون إلى الظالم الذي نهج ذلك المنهج المنحرف (وَلا تَرْكَنُوا) و «الركون» هو الاعتماد والميل والسكون إلى شخص أو جهة أو نحوها (إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) في عقيدة أو عمل أو غيرهما (فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) وتأخذكم. والتعبير ب «المس» لعله لإفادة أن مس النار يقتضي الحذر منه فكيف بما فوقه (وَما لَكُمْ) أيها المؤمنون (مِنْ دُونِ اللهِ) أي سوى الله سبحانه (مِنْ أَوْلِياءَ) ينصرونكم في الدنيا والآخرة ، فإن الله هو وليكم (ثُمَ) إن ركنتم إلى الظالمين (لا تُنْصَرُونَ) إذ الله سبحانه يقطع نصره عنكم ، والكافرون ـ
__________________
(١) وسائل الشيعة : ج ٦ ص ١٧٢.
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ١١ ص ٢١٣.