وَإِنَّ كُلاًّ لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ إِنَّهُ بِما يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١١١) فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١١٢)
____________________________________
[١١٢] (وَإِنَّ كُلًّا) «إن» مخففة من الثقيلة ، أو نافية ، وعلى الأول أصل «لما» : «ل من ما» أي «لمن الذين» ، فأبدلت النون ميما واجتمعت ثلاث ميمات فحذفت إحداهن ، فيكون المعنى : وإن كل طائفة من الفريقين ـ المؤمنين والجاحدين ـ لمن الذين يعطيهم الله أجورهم. وعلى الثاني يكون «لمّا» بمعنى «إلا» أي : «ما كل طائفة إلا ليعطيهم الله أجورهم» (لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ) أي يعطيهم ربك جزاء أعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر (إِنَّهُ) سبحانه (بِما يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) فلا يفوته شيء من أعمالهم ، بل يعلم كل عمل ويعطي جزاءه.
[١١٣] (فَاسْتَقِمْ) يا رسول الله (كَما أُمِرْتَ) بالتبليغ والإنذار ، ولا يزحزحك إنكار المنكرين وجحود الجاحدين (وَ) ليستقم (مَنْ تابَ) ورجع إلى الله سبحانه بعد الكفر والعصيان (مَعَكَ) فإن الكافر والعاصي كأنهما ذاهبان عن الله سبحانه إلى غيره ، فإذا آمن الكافر ، واستغفر العاصي ، كانا تائبين راجعين إليه سبحانه. وتقدير «ليستقم» إنما هو بقرينة «استقم» نحو : «نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض» أي : نحن بما عندنا راضون.
(وَلا تَطْغَوْا) أي لا تجاوزوا أوامر الله سبحانه ، بالزيادة أو النقصان ، فإن «الطغيان» تجاوز الحد ، يقال : «طغى الماء» إذا تجاوز حده. والخطاب للناس ، المفهوم من قوله «من تاب» (إِنَّهُ) تعالى (بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) فيبصر ويرى طغيان الطاغين واستقامة