بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ (١١٧) وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ (١١٨) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ
____________________________________
أهل القرى (بِظُلْمٍ) منه لهم (وَ) الحال أن (أَهْلُها مُصْلِحُونَ) يصلحون أنفسهم ومجتمعهم باجتناب المعاصي والنهي عن المنكر ، وإنما أهلكهم بالعدل حين كان أهلها مجرمين مفسدين.
[١١٩] إن الدنيا دار اختبار وامتحان ليجزي كل حسب عمله ولذا ترك الله سبحانه الأمم وما يختارون بعد أن بيّن لهم الرشد من الغي (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ) يا رسول الله (لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً) بإلجاء الجميع إلى الإيمان والعمل الصالح ، لكنه لا يشاء ذلك لئلّا يبطل الثواب والعقاب (وَ) لكن (لا يَزالُونَ) الناس (مُخْتَلِفِينَ) بعضهم كافر وبعضهم مؤمن ، وبعضهم مطيع وبعضهم عاص ، وذلك بأن شاء الله اختيارهم وقدرتهم.
[١٢٠] (إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ) من المؤمنين فإنهم لا يختلفون ويجتمعون على الحق. والمراد ب «الرحمة» الألطاف الخفية ، بعد هداية الجميع إلى الطريق وإرشادهم ، فمن قبل وآمن لطف به اللطف الخفي الزائد ، ومن أعرض تركه وغيّه ، كما أن الأب إذا أعطى أولاده رؤوس الأموال ليتّجروا بها فأعرض بعض وأقبل بعض ، لطف بالمقبل كثيرا وأخذ بيده ، أما المعرض فهو يخذله ويتركه ليفعل ما يشاء (وَلِذلِكَ) أي للرحمة (خَلَقَهُمْ) فقد خلقهم الله سبحانه حتى يرحمهم ، لكن قسما منهم أبوا وتخلّفوا وعصوا ، كما أن من أسس مدرسة إنما يؤسسها لتعليم الناس وهدايتهم ، فإذا أعرض البعض كان