وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١١٩) وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (١٢٠) وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ
____________________________________
من عنده ، لا من عند من أسس المدرسة (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ) أي انتهت فلا مبدل لها ، والكلمة هي : (لَأَمْلَأَنَ) من «ملأ» بمعنى : إدخال الشيء في الظرف حتى يمتلئ (جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) بسبب كفرهم وعصيانهم ، وإنما ذكر هذا الطرف من الناس لأن الكلام حول العصاة والكفار ، والذين أهلكوا بسبب مخالفتهم للأنبياء.
[١٢١] (وَكُلًّا) أي كلّا من هذه القصص المتقدمة (نَقُصُّ عَلَيْكَ) ونخبرك (مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ) أخبارهم ، كيف بلغوا ، وكيف وقف قومهم ضدهم وآذوهم؟ (ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ) أي نقوّي به قلبك ، حتى إذا رأيت إعراضا وأذى من قومك ، لم يسبب ذلك يأسك عن البلاغ. وليس معنى ذلك أنه لم يكن للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ثبات ، وإنما استمرار الثبات هو بيد الله سبحانه (وَجاءَكَ) يا رسول الله (فِي هذِهِ) القصص السالفة (الْحَقُ) فكل ما حكي كان حقا مطابقا للواقع (وَ) جاءتك في هذه (مَوْعِظَةٌ) تعظ بها الجاهلين وتبعد بها الناس عن المعاصي (وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) تذكّرهم بالله وبآياته وبالآخرة.
[١٢٢] (وَقُلْ) يا رسول الله (لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) من الكافرين (اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ) أي على حالتكم التي أنتم عليها ، وهذا تهديد لهم ،