إِنَّا عامِلُونَ (١٢١) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (١٢٢) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (١٢٣)
____________________________________
كقوله : (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) (١) ، (إِنَّا عامِلُونَ) على منهجنا ، حتى نرى ما يصنع الله بكم وبنا.
[١٢٣] (وَانْتَظِرُوا) أي توقعوا عقاب الله وعذابه (إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) فضله ورضوانه ، أو المعنى : نحن وأنتم ننتظر نتائج الأعمال ، وهل نحن كنا على باطل أم أنتم؟.
[١٢٤] إن ما يأتي غيب وسينكشف الغيب ويظهر المجهول (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فكلّ ما غاب عن الحواس ، أو غاب عن الوجود ـ بأن لم يوجد بعد ـ سواء كان في السماوات أو في الأرض ، إنه لله وحده فهو العالم به وهو القادر على إيجاده أو إظهاره (وَإِلَيْهِ) أي إلى الله تعالى (يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ) فكل الأمور مرجعها إليه في الدنيا وفي الآخرة ، فهو الفاصل في القضايا التكوينية والتشريعية ، حتى أنه إذا لم يشأ شيئا لم ينفع فيه إرادة الجن والإنس (فَاعْبُدْهُ) يا رسول الله (وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ) اجعله وكيلا عنك وناصرا لك ، فإن من يعلم الغيوب ، ويكون مصير الأمور إليه ، أحق بالعبادة والتوكل عليه ، من سائر الأشياء (وَما رَبُّكَ) يا رسول الله (بِغافِلٍ) أو جاهل (عَمَّا تَعْمَلُونَ) من الخير والشر ، فمن أحسن فلنفسه ، ومن أساء فعليها.
__________________
(١) فصلت : ٤١.