وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٨) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ (٩)
____________________________________
الحب ليوسف وبعده لابن يامين ، وكان يوسف من أحسن الناس وجها وأحسنهم أخلاقا.
فقد حكي أن رجلا سأل يعقوب : لم تفضل يوسف على باقي الأخوة؟ قال : أعلمك بالأمر ، فطلب أحد الأخوة وسأله عما لو أساء شخص إليه ماذا يصنع؟ قال الولد : أنتقم منه .. ثم طلب يوسف وسأله عن مثل ذلك السؤال ، فقال يوسف : أعفو عنه ، قال : فإن أساء إليك ثانية؟ قال يوسف : أعفو ، قال : فإن أساء إليك ثالثة؟ قال : أعفو.
(وَ) الحال أنّا (نَحْنُ عُصْبَةٌ) جماعة يتعصّب بعضنا لبعض ، ويعين بعضنا بعضا ، فكيف أن أبانا يقدّم يوسف وبنيامين علينا ونحن أنفع له منهما؟ (إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ) انحراف عن طريق الصواب (مُبِينٍ) واضح لا شك فيه ، فكيف يقدم أصغر الأولاد على سائر الأولاد؟
[١٠] أخذ الأخوة ـ وبالطبع لم يكن فيهم ابن يامين ـ يتآمرون على يوسف ليطفئوا حسدهم قائلين : (اقْتُلُوا يُوسُفَ) قتلا (أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً) مجهولة بعيدة ، حتى لا يكون إلى جنبنا ، ولعلّ السباع تأكله ، أو يؤول أمره إلى الموت (يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ) تخلص لكم محبة الأب ، وتملكون قلبه ، فلا يصرف اهتمامه وحبه نحو يوسف فقط (وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ) أي بعد هذا العمل من قتل يوسف أو طرحه في أرض مجهولة (قَوْماً صالِحِينَ) تستغفرون الله سبحانه. وهذا من عادة الذي