قالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (٢٨) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ (٢٩) وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ
____________________________________
خانت وأرادت السوء (قالَ) متوجها إلى زليخا (إِنَّهُ) أي هذا العمل الذي رأى آثاره (مِنْ كَيْدِكُنَ) وحيلكن معاشر النساء (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) تعملن الأعمال السيئة ، ثم تلقين التهم على البريء.
[٣٠] ثم توجه السيد إلى يوسف عليهالسلام قائلا : يا (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا) الحديث واكتمه فلا تفشه (وَاسْتَغْفِرِي) يا زليخا (لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ) أنت أذنبت لا يوسف عليهالسلام. قال «من الخاطئين» ولم يقل «من الخاطئات» تغليبا ، كما قال : (وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) (١) ، وكان ذلك لأن أول ما يتبادر إلى الذهن الرجال ، سواء في الإطاعة والعصيان ، أو غيرهما.
[٣١] ثم لم يمض زمان حتى شاع هذا الأمر في البلد وأن زليخا قصدت يوسف بالسوء (وَقالَ نِسْوَةٌ) أي جماعة من النساء. وإنما ذكر الفعل لأنه يجوز في الجمع مذكرا كان أو مؤنثا الأمران ، تقول «قال وقالت رجال» ، وكذا «قال وقالت نساء» ، باعتبار اللفظ والمعنى ، كما أن «قالت» باعتبار جماعة الرجال ، قال ابن مالك :
والتاء مع جمع سوى السالم |
|
من مذكر كالتاء مع إحدى اللبن |
(فِي الْمَدِينَةِ) في مصر ، وكان ذكر هذه الجملة لإفادة أن الخبر
__________________
(١) آل عمران : ٤٤.