عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (٣١) قالَتْ فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ
____________________________________
(عَلَيْهِنَ) أمرته بذلك ليرين جماله فلا يعذلنها في ما قصدته منه فخرج عليهالسلام حيث كان بصورة مملوك مطيع لديها ولما (رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ) أي أعظمنه وتحيّرن في جماله ، فقد كان خارق الحسن والجمال (وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَ) بتلك السكاكين ، بدل تقطيع اللحم أو الفاكهة ، على جهة الخطأ ، فقد بعثت دهشتهن بجماله أن لم يلتفتن إلى صنعهن ، والمراد بالقطع ـ حسب الظاهر ـ الجرح والخدش ، يقال : «فلان قطع يده بالسكين» إذا جرحها وخدشها.
(وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ) وهي كلمة تنزيه تقال في موضع الدهشة والعجب ، لبيان الدهشة في صنعه سبحانه ، وأصل «حاش» «حاشا» حذفت الألف تخفيفا ، بمعنى التنزيه ، و «لله» جار ومجرور متعلق به ما هذا الذي نراه ، أي يوسف عليهالسلام (بَشَراً) «ما» تعمل عمل ليس ف «هذا» اسمها ، و «بشرا» خبرها ، أي ليس هذا كالبشر ، فإن هذا الجمال الخارق لا يوجد في البشر (إِنْ هذا) ما هذا (إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ) رفيع المنزلة عند الله سبحانه ، ذو كرامة ، وإلّا لم يمنحه هذا الجمال.
[٣٣] (قالَتْ) زليخا بعد أن رأت أنها فازت عليهن وأنهن أعطين الحق لها فيما قصدت من السوء بيوسف : (فَذلِكُنَ) «ذا» إشارة إلى يوسف ، و «كن» خطاب لهن ، أي فهذا يوسف ـ أيتها النسوة ـ هو (الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ) من «لام» بمعنى «عذل» أي عذلتنني بالنسبة إليه ، قائلات كيف أن امرأة العزيز تراود فتاها؟ ثم قالت زليخا ، وقد بقي لها تعلق