أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (٣٩) ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ
____________________________________
أو المراد «ملازمي السجن» فإن «صاحب» يقال للملازم للشيء ، يقال : «صاحب الدكان» لمن لازمه بالبيع والشراء فيه .. وهكذا. (أَأَرْبابٌ) أي هل آلهة (مُتَفَرِّقُونَ) شتى متعدّدون (خَيْرٌ) في اتخاذها آلهة وعبادتها ، بأن يعبد الإنسان آلهة من حجر وخشب (أَمِ اللهُ الْواحِدُ) المتفرد الذي خلق كل شيء ، وبيده كل شيء (الْقَهَّارُ) الغالب الذي لا يعادله شيء ولا يتمكن شيء أن يقاومه؟ ومن الطبيعي أن يكون الجواب : بل الله الواحد القهار.
[٤١] (ما تَعْبُدُونَ) أنتم أيها المشركون (مِنْ دُونِهِ) من دون الله (إِلَّا أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها) أي أسماء الآلهة لا حقيقة الإله ، فإن ما تعبدون إنما هي أسماء فارغة لا حقيقة لها في منصب الألوهية ، كما يقال : «الحاكم الفلاني اسم مجرد» يراد أنه ليس بحقيقة حاكم ، وليس لديه علم الحاكم وإرادته (أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ) بدل من ضمير الجمع ، فأنتم وآباؤكم إنما تعبدونها باعتبار أسماء تطلقون عليها ، فكأنكم لا تعبدون إلا الأسماء المجردة (ما أَنْزَلَ اللهُ بِها) بتلك الآلهة ، أو بأسمائها (مِنْ سُلْطانٍ) من حجة ، أي لا حجة لكم في كونها آلهة ، إذ الحجة لا بد أن تكون معقولة ، والعقل يأبى أن ينحت الإنسان حجرا أو ينجر صنما ثم يقول إنه إله الكون ، والله سبحانه لم يقل ذلك ولم ينزل بذلك دليلا. ولعل ترك الدليل العقلي إنما هو لوضوحه ، ولأنهم كانوا ينسبون ذلك إليه سبحانه.