الدَّاعِ) تعريف وتخفيف ، قدّم التخفيف على التكليف ، وكأنه قال : إذا دعوتنى ـ عبدى ـ أجبتك ، فأجبنى أيضا إذا دعوتك ، أنا لا أرضى بردّ دعائك فلا ترض ـ عبدى ـ بردّى من نفسك. إجابتى لك بالخير تحملك ـ عبدى ـ على دعائى ، ولا دعاؤك يحملنى على إجابتك. (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي ، وَلْيُؤْمِنُوا بِي) : وليثقوا فى ، فإنى أجيب من دعانى ، قال قائلهم :
يا عزّ أقسم بالذي أنا عبده |
|
وله الحجيج وما حوت عرفات (١) |
لا أبتغى بدلا سواك خليلة |
|
فثقى بقولي والكرام ثقات |
ثم قال فى آخر الآية : (لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) أي ليس القصد من تكليفك ودعائك إلا وصولك إلى إرشادك.
قوله جل ذكره :
(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ)
أخبر أنه ـ فى الحقيقة ـ لا يعود إليه عائد من أوصاف الخلق ؛ إن كنت فى العبادة التي هى حق الحق أو فى أحكام العادة من صحبة جنسك التي هى غاية النفس والحظ ، فسيّان فى حالك إذا أورد فيه الإذن.
__________________
(١) جاءت (عرفان) وهى خطأ فى النسخ.