قوله جل ذكره : (لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ)
تمدّح الحقّ ـ سبحانه ـ بقدرته القديمة الشاملة لجميع المقدورات ، الصالحة لإيجاد المصنوعات ، ولم يتجمل بإضافة غير إلى نفسه من اسم أو أثر ، أو عين أو طلل.
قوله جل ذكره : (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
من الإبعاد والإسعاد ، والصد والرد ، والدفع والنفع ، والقمع والمنع.
السورة التي تذكر فيها الأنعام
«بسم الله الرحمن الرحيم»
باسمه استنارت القلوب واستقلّت ، وباسمه زالت الكروب واضمحلت ، وبرحمته عرفت الأرواح وارتاحت ، وبا (...) (١) انخنست العقول فطاحت.
ويقال باسم الله نال كلّ مؤمّل مأموله ، وبرحمة الله وجد كل واجد وصوله.
قوله جل ذكره : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (١))
بدأ الله ـ سبحانه ـ بالثناء على نفسه ، فحمد نفسه بثنائه الأزلىّ وأخبر عن سنائه الصمدى ، وعلائه الأحدى فقال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ).
وقوله عزوجل : (الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) : ف (الَّذِي) إشارة و (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) عبارة. استقلت الأسرار بسماع (الَّذِي) لتحققها بوجوده ، ودوامها لشهوده ، واحتاجت القلوب عند سماع (الَّذِي) إلى سماع الصلة لأن (الَّذِي) من الأسماء الموصولة بكون القلوب تحت ستر الغيب فقال : (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ).
__________________
(١) مشتبهة.