أدركتهم العقوبة ، وخرج بعضهم على بعض ؛ حتى يتبرأ التابع من المتبوع ، والمتبوع من التابع.
قوله جل ذكره : (وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ، انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ).
لا طعم أردأ للإنسان من طعم الإنسان : إن شئت من الولاية والمحبة ، وإن شئت فى العداوة والبغضة ؛ فمن مني بالبغضة مع أشكاله تنغّص عليه عيشه فى الدنيا ، ومن منى بمحبة أمثاله تكدّر عليه حاله مع المولى ، ومن صانه عن الخلق فهو المحفوظ (المعاني) (١).
قوله جل ذكره : (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (٦٦) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٦٧))
يعنى قل لهم إنما على تبليغ الرسالة ، فأمّا تحقيق الوصلة بالوجود والحال فمن خصائص القدرة وأحكام المشيئة الأزلية.
قوله جل ذكره : (وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ)
لا توافقهم فى الحالة ، ولا ترد عليهم ببسط القالة. ذرهم ووحشتهم بحسن الإعراض عنهم ، والبعد عن الإصغاء إلى تهاويشهم بحسن الانقباض.
قوله جل ذكره : (وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
__________________
(١) المحفوظ (المعاني) اى محفوظة معانيه ، وربما كانت فى الأصل (المعاني) بالفاء المفتوحة أي المصون عن كل أذى وعلة.