حقّ الواجب يوم الحصاد إقامة الشكر ، فأمّا إخراج البعض فبيانه على لسان العلم (١) ، وشهود المنعم فى عين النعمة أتمّ من الشكر على وجود النعمة.
قوله جل ذكره : (وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).
الإسراف ـ على لسان العلم ـ مجاوزة الحد.
وعلى بيان الإشارة فالإسراف كلّ ما أنفقته فى حظّ نفسك ـ ولو كانت سمسمة ، وما أنفقته فى سبيله ـ سبحانه ـ فليس بإسراف ، ولو أربى على الآلاف.
قوله جل ذكره : (وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً)
يعنى تسخير الحيوانات للإنسان آية مزية فى الفضيلة على المخلوقات. وكما سخّر الأعيان للإنسان كذلك سخّر الأزمان فى تصريف الحدثان لخواصّ الإنسان (٢).
قوله جل ذكره : (كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ ......) إلى قوله : (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
الرزق لا يتخصص بالمأكولات بل هو شائع فى جميع ما يحصل به الانتفاع.
وينقسم الرزق إلى رزق الظواهر ورزق السرائر ، ذلك وجود النعم وهذا شهود الكرم بل الخمود فى وجود القدم.
وللقلب رزق وهو التحقيق من حيث العرفان ، وللروح رزق وهو المحبة بصدق التحرر عن الأكوان ، وللسّر رزق وهو الشهود الذي يكون للعبد وهو قرين العيان.
__________________
(١) أي إخراج مقدر على حسب المعروف فى الزكاة.
(٢) يشير بذلك إلى ما يحدث على أيدى الأولياء من كرامات