يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ (٧))
التعريج فى أوطان الكسل ، ومساكنة مألوفات الراحة من خصائص أحكام النّفس. فهى بطبعها تؤثر فى كل حال نصيبها ، وتتمجل لذّة حظّها. ولا يصل أحد إلى جلائل النّعم إلا بتجرّع كاسات الشدائد ، والانسلاخ عن معهودات النصيب. (وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ) أي إذا أراد الله ـ سبحانه ـ تخصيص عبد بولايته قضى على طوارق نفسه بالأفول ، وحكم لبعض شهواته بالذبول ، وإلى طوالع الحقائق بإشراقها ، ولجوامع الموانع باستحقاقها.
قوله جل ذكره : (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (٨))
ليحق الحقّ بالتوفيق فيما يحصل ببذل المجهود ، والتحقيق لما يظهر من عين الجود.
ويقال ليحقّ الحقّ بنشر أعلام الوصل ، ويبطل الباطل بقهر أقسام الهزل.
قوله جل ذكره : (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (٩) وَما جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (١٠))
الاستغاثة على حسب شهود الفاقة وعدم المنة والطاقة ، والتحقق بانفراد الحق بالقدرة على إزالة الشكاة تيسير للمسئول وتحقيق للمأمول. فإذا صدقت الاستغاثة بتعجّل الإجابة حصلت الآمال وقضيت الحاجة .. بذلك جرت سنّته الكريمة.
ويقال بشّرهم بالإمداد بالملك ، ثم رقّاهم عن هذه الحالة بإشهادهم أن الإنجاز من الملك ، ولم يذرهم فى المساكنة إلى الإمداد بالملك فقال : (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ) ثم قال : (إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ) فالنجاة من البلاء حاصلة ، وفنون الإنجاز والإمداد بالطاقة متواصلة ، والدعوات مسموعة ، والإجابة غير ممنوعة ، وزوائد الإحسان متاحة ، ولكن الله عزير