وفي مقدمته لهذا الكتاب يعبر الواحدي عن مقصده (بتصنيف تفسير أعفيه من التطويل والاكثار ، وأسلمه من خلل الوجازة والاختصار ، وأتى به على النمط الاوسط والقصد الاقوم ، حسنة بين السيئتين ، ومنزلة بين المنزلتين ، لا إقلال ولا إملال).
كما يفصح عن منهجه في تفسيره بقوله :
(ومن شرف هذا العلم (تفسير القرآن الكريم) وعزته في نفسه ، أنه لا يجوز القول فيه بالعقل والتدبر ، والرأي والتفكر ، دون السماع والأخذ عمن شاهدوا التنزيل بالرواية والنقل. والنبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ومن بعده من الصحابة والتابعين ، قد شددوا في هذا حتى جعلوا المصيب فيه برأيه مخطئاً).
ونحن هنا لسنا في مجال تفضيل تفسير على تفسير آخر. فلكل مفسر منهجه الخاص به ، وتصوره الذي بينيه على اسس يرتضيها. وتنوع التفاسير مفيد. والقرآن الكريم لن ينتهي مدده أبداً. وكل مفسر أراى بتفسيره خدمة القرآن الكريم ، والاعمال بالنيات.
وقد بذل محقق الكتاب جهداً عملياً مشكوراً. فله منا الشكر ومن الله الثواب على هذا العمل الجليل. كما نشكر لجنة إحياء التراث بالمجلس الاعلى للشئون الاسلامية على ما تبذله من جهد واضح في خدمة تراثنا الاسلامي العظيم.
ونحن إذ نقدم هذا الكتاب لقراء العربية فإنه لا يفوتنا أن نقدم خالص الشكر وعظيم التقدير للسيد الرئيس محمد حسنى مبارك رئيس الجمهورية على دعمه المستمر للمجلس الاعلى للشئون الاسلامية ، هذا الدعم الذي مكن المجلس من تقديم الزاد العلمي الديني المتنوع لجمهور القراء وراغبي التعرف على الثقافة الاسلامية من منابعها الاصلية.
نسأل الله أن ينفع بهذا الكتاب ، وأن يجزى كل من أسهم في إخراجه على هذا النحو خبر الجزاء.
والله ولي التوفيق ...