بهذه الآية : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ، ثم قال الأعمش : وأنا أشهد بما شهد الله به ، وأستودع الله هذه الشّهادة ، وهى لى عند الله وديعة (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) ـ قالها مرارا ـ قلت : لقد (١) سمع فيها شيئا ، فصلّيت معه الصّبح وودّعته ، ثم قلت : آية سمعتك تردّدها.
قال : أو ما بلغك ما فيها؟ قلت : أنا عندك منذ سنتين (٢) لم تحدّثنى.
قال : والله لا أحدّثك بها سنة ، فكتبت على بابه ذلك اليوم ، وأقمت سنة ، فلمّا مضت السّنة ، قلت يا أبا محمد ، قد مضت السّنة ، فقال : حدّثنى أبو وائل : عن عبد الله قال :
قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «يجاء بصاحبها يوم القيامة ، فيقول الله : إنّ لعبدى هذا عندى عهدا ، وأنا أحقّ من وفى بالعهد ، أدخلوا عبدى الجنّة.» (٣)
١٩ ـ قوله : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ.)
الأحسن كسر ألف «إنّ» ؛ لأنّ الكلام الّذى قبله قد تمّ.
ووجه قراءة ((٤) من قرأ بالفتح (٥)) : أن تكون الشّهادة واقعة على «أنّ» على أن تكون بدلا من الأولى ، فكان التّقدير : شهد الله أنّ الدّين عند الله الإسلام.
قال قتادة : (الْإِسْلامُ) : شهادة أن لا إله إلّا الله ، والإقرار بما جاء [به] من عند الله ؛ وهو دين الله الّذى شرع لنفسه ، وبعث به رسله ، ودلّ عليه أولياءه ، ولا يقبل غيره ، ولا يجزى إلّا به (٦).
__________________
(١) حاشية ج : «: أى علمت أن الأعمش قد سمع فى شأن هذه الآية شيئا من رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم.».
(٢) (تفسير ابن كثير ٢ : ١٩) «منذ شهر» و (تفسير القرطبى ٤ : ٤٢) «منذ سنة».
(٣) أخرجه ابن عدى والطبرانى فى الأوسط ، والبيهقى فى شعب الإيمان ، وضعفه ، والخطيب فى تاريخه وابن النجار عن غالب القطان ، بلفظ يختلف قليلا ، فى (الدر المنثور ١ : ١٦٦) ، وأخرجه أبو الشيخ فى (جامع الأحاديث للسيوطى ٦ : ٥٥١ ـ ٥٥٢) وذكره ابن كثير فى (تفسيره ـ ٢ : ١٩) والقرطبى فى (تفسيره ـ ٤ : ٤٢) وأبو حيان فى (البحر المحيط ٢ : ٤٠٧).
(٤) (٤ ـ ٤) أ : «من فتح». قرأ الكسائى بفتح الهمزة ؛ وقرأ الباقون بكسر همزة إِنَّ الدِّينَ انظر (السبعة فى القراءات ٢٠٢ ـ ٢٠٣) وتوجيه القراءتين فى (معانى القرآن للزجاج ١ : ٣٨٧ ـ ٣٨٨) ، و (البحر المحيط ٢ : ٤٠٧) و (إتحاف الفضلاء ١٧٢) و (معانى القرآن للفراء ١ : ٢٠٠) و (تفسير القرطبى ٤ : ٤٢ ـ ٤٣).
(٥) (٤ ـ ٤) أ : «من فتح». قرأ الكسائى بفتح الهمزة ؛ وقرأ الباقون بكسر همزة إِنَّ الدِّينَ انظر (السبعة فى القراءات ٢٠٢ ـ ٢٠٣) وتوجيه القراءتين فى (معانى القرآن للزجاج ١ : ٣٨٧ ـ ٣٨٨) ، و (البحر المحيط ٢ : ٤٠٧) و (إتحاف الفضلاء ١٧٢) و (معانى القرآن للفراء ١ : ٢٠٠) و (تفسير القرطبى ٤ : ٤٢ ـ ٤٣).
(٦) نقلة السيوطى عن قتادة فى (الدر المنثور ٢ : ١٦٦ ـ ١٦٧).