قال ابن عبّاس : يريد لأوليائك وأهل طاعتك.
٣٩ ـ قوله : (فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ)
وقرأ حمزة : (١) فناداه الملائكة (٢) بالتّذكير.
قال الزّجاج : (٣) الجماعة يلحقها التأنيث للفظ الجماعة ، ويجوز أن يعبّر عنها بلفظ التّذكير ؛ لأنّه يقال : جمع الملائكة ، وهذا كقوله تعالى : (وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ)(٤)
وقوله : (وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ)
قرئ بفتح الألف ((٥) فى (أَنَ)(٦)) وكسرها ؛ فمن فتح كان المعنى :
فنادته الملائكة بأنّ الله ، ثم حذف الجار.
ومن كسر أضمر القول ، كأنّه نادته فقالت : «إنّ الله». وإضمار القول فى القرآن كثير ، كقوله : (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ. سَلامٌ عَلَيْكُمْ)(٧) : أى يقولون سلام «عليكم» (٨).
وقرأ حمزة والكسائىّ : يبشرك مخفّفا (٩) من البشر بمعنى التّبشير.
يقال : بشره يبشره بشرا.
وقوله : (بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ)
__________________
(١ ـ ١) وكذا الكسائى : فناديه بالياء ، وأما لا الدال ؛ وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر : فَنادَتْهُ بالتاء : (السبعة فى القراءات ٢٠٥) وانظر توجيه القراءتين فى (معانى القرآن للفراء ١ : ٢١٠) و (معانى القرآن للزجاج ١ : ٤٠٨) و (إتحاف فضلاء البشر ١٧٣) و (تفسير القرطبى ٤ : ٧٤).
(٢) حاشية ج : «الملائكة هنا : جبريل عليهالسلام وحده ، وجمع تعظيما له ؛ ولأنه قد يخبر بالجمع عن الواحد ، فمن قرأ بالتاء أراد الجماعة ، وبالتذكير أراد الجمع» وانظر (الدر المنثور ٢ : ٢١) و (معانى القرآن للنحاس ١ : ٣٩٠).
(٣) انظر (معانى القرآن للزجاج ١ : ٤٠٨).
(٤) سورة يوسف : ٣٠. حاشية ج : «بناء على أن النسوة جمع».
(٥ ـ ٥) سقط من ب ، ج ، والمثبت عن أ. قرأ ابن عامر وحمزة : (ان الله) بالكسر ، وقرأ الباقون : (أَنَّ اللهَ) بالفتح : (السبعة فى القراءات : ٢٠٥) وانظر توجيه القراءتين فى (معانى القرآن للفراء ١ : ٢١٠) و (معانى القرآن وإعرابه للزجاج ١ : ٤٠٨) و (تفسير الطبرى ٣ : ٢٥٠) و (إتحاف فضلاء البشر ١٧٤).
(٦) سورة الرعد : ٢٣ ، ٢٤.
(٧) سقط من ج ، والمثبت عن أ ، ب.
(٨) وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر وعاصم : (يُبَشِّرُكَ) بتشديد الشين وضم الياء : (السبعة فى القراءات ٢٠٥ ـ ٢٠٦) وانظر توجيه القراءتين فى (معانى القرآن للفراء ١ : ٢١٠ ـ ٢١١) و (معانى القرآن للزجاج ١ : ٤١٠) و (تفسير الطبرى ٣ : ٣١٥) و (إتحاف فضلاء البشر ١٧٤).