و (العشى) : جمع عشيّة ، وهى آخر النّهار.
و (الْإِبْكارِ) ـ مصدر أبكر ؛ إذا صار فى وقت البكرة ، ثمّ يسمّى ما بين طلوع الفجر إلى الضّحى إبكارا ، كما يسمّى إصباحا.
٤٢ ـ وقوله : (وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ)
قال ابن عبّاس : من ملامسة الرّجال. وقيل : من الحيض والنّفاس (١).
(وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ)
قال الأكثرون : معناه : على عالمى زمانها ؛ بأن فضّلت عليهنّ (٢).
قال الزّجّاج : وجائز أن يكون على نساء العالمين كلّهم ؛ لأنّه ليس فى النّساء امرأة ولدت من غير أب غير مريم ، ولأنّها قبلت فى التّحرير للمسجد ، ولم يكن التّحرير فى الإناث ، فهى مختارة على النّسوان كلّهنّ ؛ بما لها من الخصائص (٣).
٤٣ ـ قوله : (يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ).
قال ابن عبّاس : قومى للصّلاة بين يدى ربّك.
وقال مجاهد : أطيلى القيام فى الصّلاة. وقال قتادة : أطيعى ربّك (٤).
(وَاسْجُدِي وَارْكَعِي).
قدّم السّجود على الرّكوع لفظا ، وهو مؤخّر فى المعنى ، والواو لا يوجب ترتيبا عند النّحويّين. (٥)
وقوله : (مَعَ الرَّاكِعِينَ) ولم يقل مع الرّاكعات ؛ لأنّ الرّاكعين أعمّ ؛ لوقوعه على الرّجال والنّساء إذا اجتمعوا.
__________________
(١) انظر (تفسير القرطبى ٤ : ٨٢) و (الدر المنثور ٢ : ١٩٥) و (البحر المحيط ٢ : ٤٥٥) و (معانى القرآن للزجاج ١ : ٤١٤).
(٢) أى على نساء بنى إسرائيل ؛ وإلى هذا ذهب الحسن وابن جريج وغيرهما. انظر (تفسير القرطبى ٤ : ٨٢) و (البحر المحيط ٢ : ٤٥٦).
(٣) عبارة الزجاج : «: أى على نساء دهرها ؛ ويحتمل أن المعنى : اختارك لعيسى على نساء العالمين كلهم ، فلم يجعل مثل عيسى من امرأة من نساء العالمين» (معانى القرآن للزجاج ١ : ٤١٤) وانظر (تفسير القرطبى ٤ ـ ٨٣).
(٤) انظر هذه الأقوال فى (تفسير القرطبى ٤ : ٨٤) و (الدر المنثور ٢ : ١٩٥) و (البحر المحيط ٢ : ٤٥٦) و (تفسير ابن كثير ٢ : ٣٣).
(٥) فإذا قلت : قام زيد وعمرو جاز أن يكون عمرو قام قبل زيد ؛ فعلى هذا يكون المعنى : واركعى واسجدى : (تفسير القرطبى ٤ : ٨٥) و (معانى القرآن للنحاس ١ : ٣٩٩) و (معانى القرآن للزجاج ١ : ٤١٤).