أحدهما : لأنها صفة مصدر محذوف ، و (ما) مصدرية والتقدير ، تبرّأ مثل تبرّئهم منا.
والثانى : أن تكون فى موضع نصب على الحال من الواو فى (تبرءوا) وتقديره ، فنتبرأ منهم مشبهين تبرّأهم منا ، وفى موضع الكاف فى (كذلك) وجهان : النصب والرفع. فالنصب على أن تكون صفة لمصدر محذوف وتقديره ، يريهم الله إراءة (١) مثل ذلك.
والرفع على أن يكون خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، الأمر كذلك.
وحسرات منصوب لوجهين :
أحدهما : أن يكون منصوبا على الحال من الهاء والميم فى (يريهم). ويكون من رؤية البصر.
والثانى : أن يكون منصوبا لأنه مفعول ثالث (ليريهم) ويكون من رؤية القلب لأن [يرى مضارع] أرى إذا كان من رؤية القلب تعدى إلى ثلاثة مفاعيل. والمفعول الأول هاهنا الهاء والميم فى يريهم ، والثانى أعمالهم ، والثالث حسرات.
قوله تعالى : (كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً) (١٦٨).
كلوا ، أصله أأكلوا فاجتمع همزتان همزة أصلية وهمزة أجتلبت لئلا يبتدأ بالساكن فاستثقلوا اجتماعهما فحذفوا إحداهما ، وكان حذف الهمزة الأصلية أولى من المجتلبة ، لأن المجتلبة دخلت لمعنى والأصلية لم تدخل لمعنى فكان حذفها أولى ، فلما حذفت الأصلية استغنى عن المجتلبة لأنها دخلت لئلا يبتدأ بالساكن وهى الهمزة الأصلية وقد حذفت ، فاستغنى عنها لزوال الساكن الذى اجتلبت من أجله فصار (كلوا) ووزنه علوا بحذف الفاء التى هى الهمزة ، وحلالا منصوب لوجهين :
__________________
(١) (إراءة) فى أ ، وهذه الكلمة ساقطة من ب. وجاء فى النسفى (مثل ذلك الإراء القطيع). ص ١٠٧ ح ١.