المقتول. و (شىء) يراد به الدم ، وشىء مرفوع (بعفى) لأنه مفعول ما لم يسمّ فاعله ، وقال ابن جنى (١) : ويمكن أن يكون تقديره (فمن عفى له من أخيه عن شىء) فلما حذف حرف الجر ارتفع (شىء) لوقوعه موقع الفاعل ، كما أنك لو قلت : سير بزيد. وحذفت الباء قلت : سير زيد.
قوله تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ) (١٨٠).
حضر أحدكم الموت ، أى ، أسباب الموت فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه ، والوصيّة ، مرفوع لوجهين :
أحدهما : أن يكون مرفوعا بكتب لأنه مفعول ما لم يسمّ فاعله ، وتقديره ، كتب عليكم الوصية.
والثانى : أنه مرفوع بالابتداء على إضمار الفاء ، وتقديره ، إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا فالوصية للوالدين ، والفاء جواب الشرط وقد حذفها. وهذا القول ضعيف لأن حذف الفاء موضعه الشعر كقول الشاعر :
٣٣ ـ من يفعل الحسنات الله يشكرها (٢)
أى ، فالله يشكرها. وأما فى اختيار الكلام فهو قبيح جدا.
قوله تعالى : (حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) (١٨٠).
__________________
(١) أبو الفتح عثمان بن جنى النحوى. كان من حذاق أهل الأدب وأعلمهم بعلم النحو والتصريف وهو تلميذ أبى على الفارسى. ت ٣٩٢ ه.
(٢) البيت لحسان بن ثابت وعجزه :
والشر بالشر عند الله سيّان
وهو من شواهد سيبويه ص ٤٣٥ ح ١.