وذلك لأن (أو) إنما تقع بين اسمين أو فعلين بمعنى أحد ، ألا ترى أنك إذا قلت : ذهب زيد أو عمرو. كان المعنى ذهب أحدهما ، ولو جاز أن تدخل همزة الاستفهام على (أو) لوجب أن تسبق همزة الاستفهام الاسم الذى كان سابقا (لأو) ، وأن يعمل فى ذلك الاسم ما كان عاملا فيه قبل ذلك ، وأن يتعدى الفعل إلى الاسم الذى بعد (أو) فيكون ما قبل حرف الاستفهام عاملا فيما بعده ، وذلك لا يجوز لأنه لا يكون إلا منقطعا مما قبله. (وليطمئن قلبى) فى اللام وجهان :
أحدهما : أن تكون لام كى وهى متعلقة بفعل مقدر وتقديره ، ولكن سألتك ليطمئن قلبي أو أرنى ليطمئن قلبي.
والثانى : أن تكون اللام لام الأمر والدعاء كأنه دعا لقلبه بالطّمأنينة.
والوجه الأول أوجه الوجهين.
قوله تعالى : (يَأْتِينَكَ سَعْياً) (٢٦٠).
سعيا ، منصوب لأنه مصدر فى موضع الحال ، أى يأتينك ساعيات ، كقولهم : جاء زيد ركضا أى راكضا.
قوله تعالى : (كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ) (٢٦١).
أنبتت ، جملة فعلية فى موضع جر صفة (لحبة) ، وإدغام التاء فى السين من (أنبتت سبع) جيد جدا لقربهما فى المخرج ، وهما من حروف طرف اللسان وحروف الهمس. وفى كل سنبلة مائة حبة ، مبتدأ وخبر ، مائة حبة ، مبتدأ. وفى كل سنبلة ، خبر مقدم.
وفى قول الكوفيين وأبى الأخفش : انه مرفوع بالظرف قبله ، وكذلك فى قول سيبويه هاهنا ، لأن الظرف قد وقع وصفا لسنابل ، وقد قال سيبويه فى قولهم. مررت برجل معه صقر صائدا به. إن الصقر مرفوع بمعه ، لأن معه وصف للرجل فكذلك هاهنا.