ويأتي الغربيّون إلى البلد ـ بعدَ كلّ هذه المآسي والإجرام ـ وكأنّهم المُنقِذُون ، حاملين شعارَ الديمقراطيّة ، وتخليص الشُعُوب ، وإنّما هدفهم أن يستثمروا ما زرعه لهم عملاؤُهم ، ويستحصلوا ما مهّده لهم أولئك الجُناة ، بتطويع الشعب وتجويعه وإخناعه ؛ ليكون جاهزاً لتحمّل ما يُفرضُ عليه من اتّفاقيّات مذلّة بعيدة المدى ، فيكون البلدُ مستعمَراً من جديد إلى مائة سنةً على الأقل كما كان مستعمَراً للإنكليز من قبل لمدّة مائة عام.
وكأنّ ما حصلَ قبلَ هذا وعلى أيدي عُملائهم لم يكن لهم علمٌ به ، ولم يكن صادراً من مؤسّساتهم ، وبأوامرهم ، وبتخطيطهم!
إنّ السَدّ الوحيد أمام كلّ هذه التدابير الجهنّمية الشيطانيّة كان من أهداف العَلَمَينِ : شرف الدين ، والبشري ، لمّا قاما بالخطوة العلميّة الإصلاحيّة الفذّة قبلَ ما يقارب القرن ، ولنحنُ أحوجُ إليها اليومَ في هذا الزمن.
إنّ عمل هذين العملاقينِ بتأليف (المُراجَعات) كان منذُ صُدُوره بَلْسَماًللجرح الذي هدّد المسلمين طوال قُرُون.
والمُصلحون الُمخلصون في العالم الإسلاميّ بَاركوا هذا الكتابَ ، وتقبّلوهُوقرّظوهُ ونشروهُ في البلاد السُّنيّة في القاهرة والسودان ولبنان وسوريا ، مثلَما نشر فى البلاد الشيعيّة كبغداد والنجف وكربلاء ومشهد وطهرانوقمّ.
فتنعّمَ الجميعُ بما فيه من حقائق ومُوافقات ، ومايدعو إليه من صفاء وإخاء.
فمحتواه مجموعةٌ من الرسائل المتبادَلة بين العَلَمين ، يُتابِعانِ البحث الرصينَ حولَ الإمامة ، بأسلوبِ الرسائل ، ولكن لمّا أراد السيّد شرفُ الدين