المعاجم اللغوية(١) ، فالمنهج : الطريق الواضح ، وكذلك المنهج والمناهج كما في قوله تعالى : (لِكُلّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً)(٢). والمعروف عند المعنيّين بالتاريخ أنّ الكتابة التاريخية حسب الموضوعات هي طريقة كتابة التاريخ إمّا للدول أو عهود الخلفاء والحكّام وإمّا للتراجم أو للأنساب أو للتاريخ المحلّي وغير ذلك ، وأنّ العوامل التي أدّت إليه متّصلة بالتطوّرات الثقافية من جهة ، والتيّارات والاتجاهات العامّة في المجتمع الإسلامي من جهة ثانية(٣).
وكانت أولى صور المنهج الموضوعي في كتابات المؤرّخين العراقيّين هو تاريخ الدول ، ومن الذين ألّفوا فيه الحسن بن ميمون بن نصر البصري (من رجال القرن الثاني الهجري) وله من الكتب كتاب الدولة(٤) ، وكذلك عوانة بن الحكم (ت١٤٧ هـ) في كتابه تاريخ الدولة الأموية(٥) ، ومن الذين كتبوافي تاريخ الدول والعهود ابن قتيبة الدينوري (ت٢٧٦ هـ) في كتابه تاريخ الخلفاء الراشدين ودولة بني أمية المعروف بكتاب الإمامة والسياسة(٦) ، وهو منسوب إليه. أمّا الأنساب والتراجم فيعدّ ضرباً آخر من ضروب التاريخ عني به مؤرّخو الإسلام ، ولمّا قام الخليفة عمر بن الخطاب بتأسيس الديوان أعطى هذا العمل للأنساب أهمّية جديدة ، وجاءت
__________________
(١) الصحاح ٢/٦١٤ مادّة (منهج) ، لسان العرب ٢/٣٨٣ ، القاموس المحيط والقابوس البسيط ١/٣٠٩.
(٢) سورة المائدة ٥ : ٤٨.
(٣) بحث في نشأة علم التاريخ : ٥٩.
(٤) الفهرست لابن النديم : ١٠٨.
(٥) الفهرست لابن النديم : ١١٣.
(٦) وفيات الأعيان ٣ / ٤٢.