المعلومات عن الأنساب في الشعر وفي تراجم رواة الحديث وفي الروايات القبلية في سجلاّت دواوين الجند(١).
أمّا بدايات التاريخ للمدن والأقاليم فقد ارتبطت بالجغرافية والفتوح ولذافهي ترجع إلى صدر الإسلام ، وهذا الضرب من الكتابة هو تعبير صادق عن ارتباط المؤرّخ بوطنه واعتزازه به(٢) ، ومن المؤلّفات الرائدة في هذا النوع كتاب وصف البصرة الذي ألّفه زياد بن أبيه (ت٥٣ هـ)(٣).
وقد عبّر ابن خلدون عن هذا الاتجاه بقوله : «وهناك من عدل عن الإطلاق إلى التقييد ووقف العموم والإحاطة عن المنشأ والبعيد ، فقيّد شوارد عصره واستوعب أخبار أُفُقه وقطره على تاريخ دولته ومصره»(٤).
أمّا التاريخ المحلّي الديني فقد اتّبع فيه منهجاً خاصّاً يتضمّن عرض مقدّمة طوبوغرافية يتلوها تعداد للشخصيّات التي ولدت أو عاشت أو كان لهااتّصال ما بذلك المكان المؤرّخ له ، وكانت هذه الشخصيّات في البداية مقصورة على علماء الدين ثمّ صارت تشمل جميع العلماء والأدباء ورجال الدولة(٥) ، وأقدم ما وصل إلينا من هذا النوع هو تاريخ واسط لبحشل الواسطي(ت٢٨٠ أو ٢٩٢ هـ)(٦).
أمّا عن التاريخ المحلّي الدنيوي فأقدم ما ألّف فيه تاريخ الموصل
__________________
(١) تاريخ التراث العربي ١ / ٤٠٦ ، المنهجية التاريخية في العراق : ١٩٤.
(٢) المنهجية التاريخية في العراق : ٤١ ـ ٩٢.
(٣) معجم البلدان ١ / ٩٠٥.
(٤) مقدّمة ابن خلدون : ٥.
(٥) التاريخ والجغرافية في الحضارة الإسلامية : ٨٤.
(٦) لسان الميزان ١٢/٣٨٨.