للمعافى بن عمران بن نفيل الموصلي (ت١٨٤ هـ)(١) ، وتاريخ بغداد لأحمد بن يحيى طاهر بن طيفور (ت٢٨٨ هـ) الذي يعدّ من أقدم ما كتب عن تاريخ هذه المدينة ، وهو يتناول تاريخ الخلفاء العباسيّين وأيّامهم(٢).
ومن مزايا هذا المنهج الرجوع بالأحداث إلى مسيرتها الواسعة التي تكون داخل الإطار الأفقي للتاريخ ، وكذلك جعلها متّصلة من دون تقطّع زمني ، وجمع الحادثة في موضوع واحد ، وهي بهذا تكون متناسقة يأخذ بعضها برقاب بعض ، وذكر تاريخ الدول من أوائلها إلى أواخرها ، والمأخذ عليه هو اختصار مؤلّفي التاريخ على طريقة الموضوعات للإسناد مقتصرين على إشارة موجزة للمصدر ممّا يجعل بعض الحوادث والأخبار التي لم يعاصرها المؤرّخ محطّ شكّ لعدم إسنادها(٣).
٢ ـ المنهج الحولي :
لغويّاً الحول يعني السنة كما ورد في المعاجم العربية(٤) ، وقال تعالى : (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ)(٥).
ويكون منهج التاريخ الحولي شكلا تخصّصياً من علم التاريخ لسنين وهو كما يدلّ اسمه يخضع لتعاقب السنين المفردة ، فكانت الحوادث المختلفة تعدّد كلّ سنة بعناوين مثل (في سنة كذا ...) أو (ثمّ جاء في سنة كذا ...) ، أمّا الصلة بين الحوادث المتعدّدة التي تحدث في السنة نفسها
__________________
(١) الإصابة في تمييز الصحابة ٤/٩٣ ، التاريخ والمؤرّخون العرب ١/٨٩.
(٢) تاريخ بغداد أو مدينة السلام ٥ / ٣٤٥.
(٣) المنهجية التاريخية في العراق : ٤٦ ـ ٤٧.
(٤) الصحاح ١٥/٣٠٨ ، لسان العرب ١١/١٨٤ ، القاموس المحيط ٣/٣٦٣.
(٥) سورة البقرة ٢ : ٢٣٣.