فكانت في الغالب تبيّن بطريقة سهلة ، وهي إضافة جملة (وفي السنة نفسها) ، وغالباً ما تختم السنة بذكر بعض التراجم والوفيات ، فإذا انتهت حوادث السنة الواحدة انتقل المؤرّخ إلى حوادث السنة التالية فيستعمل جملة (ثمّ دخلت سنة كذا ...)(١).
ومن المحتمل أن يكون العلماء المسلمون الذين ربّما تعرّفوا استعمال المعلومات التاريخية منذ إدخال التقويم الهجري قد توصّلوا بصورة مستقلّة إلى الاستنتاج بأنّ صورة التاريخ على السنين هي الوسيلة الملائمة للعرض التاريخي(٢).
أمّا موسى بن عقبة (ت١٤١ هـ) فقد دوّن أسماء المهاجرين إلى الحبشةوأسماء المشتركين في بيعتي العقبة ، وكان يعرض مادّته التاريخية على وفق السنين ، وهو منهج كان قد استخدم عند عدد من أسلافه منهم عبد الله بن أبي بكر بن حزم (ت١٣٥ هـ)(٣).
وتأسيساً على ما تقدّم فإنّ الكتابة التاريخية على المنهج الحولي كانت معروفة في النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة ، وفيه ظهرت أوّل الكتب المنشورة والمعروفة من هذا النوع(٤).
ومن المآخذ على هذه الطريقة أنّها تشتّت الخبر أو الحادث الذي يستغرق وقائعه أكثر من سنة ، وبذلك تتجزّأ الرواية ، وهو ما يفقد الخبر
__________________
(١) علم التاريخ عند المسلمين : ١٠٢.
(٢) علم التاريخ عند المسلمين : ١٠٥.
(٣) تذكرة الحفّاظ ١/٧٢.
(٤) الفهرست لابن النديم : ١١٢.