أهميّته ووحدته لتعرف أسبابه ونتائجه(١) ، إلاّ أنّ مزايا هذا المنهج تجعل من مؤرّخيه أوّل الأعلام التي جاءت وأبدعت في توقيت هذه الحوادث باليوم والشهر والسنة ، مع تنوّع تآليفهم ، إذ تشجّع المؤرّخين على السرد والرواية ، ويتركّز الفكر في إطار محدّد يجعله أكثر التصاقاً بسير الأحداث ، ويساعد القارئ على استيعاب أسرع بالنسبة للزمان والمكان اللذين هما موضع اهتمامه ، كما يفيد بوجه خاصّ في ميدان التراجم الذي يربط الواقع بالتاريخ الأدبي والفكري ولا يمكن والحالة هذه أن نجرّده من القيمة والأهمّية(٢).
وقد تميّزت كتاباتهم ـ أعني مؤرّخي الإسلام ـ بالوضوح وسلامة العبارةوصحّتها ، إذ كانت الروايات الأولى للإخباريّين فيها علوّ العبارة وارتفاع مستواها ممّا يؤكّد أصالة اللغة العربية في نفوس هؤلاء(٣) ، وهناك من مؤرّخي الإسلام من تجنّب في كتاباته الزخرفة اللفظية والألفاظ الدارجة(٤) ، إلاّ أنّه في العصور المتأخّرة غزت الكتابة التاريخية ألفاظ أعجميةوعامّية شاعت في كتابات المؤرّخين(٥).
أشكال التصنيف التاريخي عند مؤرّخي الإسلام :
إنّ تعدّد العوامل والحاجات التي أوجدت علم التاريخ هو الذي يفسّر
__________________
(١) معالم الحضارة العربية في القرن الثالث الهجري : ٣٧٥.
(٢) التاريخ والمؤرّخون في العراق : ١٨٤.
(٣) علم التاريخ عند العرب : ١٣٩ ـ ١٤٠.
(٤) محاضرات في تاريخ العرب ١/٢٤٣ ـ ٢٤٤.
(٥) التاريخ والمؤرّخون العرب : ٨٩.