تنوّع الكتابات التاريخية وسعتها وقد تناولت كافّة أنواع التدوين التاريخي وفروعها كافّة ، فهناك كتب عامّة وكتب في السيرة والأخبار وكتب الخلفاء والفتوح والفرق والبلدان ..إلخ.
ولم يعرف العرب التاريخ بمعناه الذي تبلور في نهاية القرن الثالث الهجري ، بل عرفوا فنوناً تاريخية سبقته وأصبحت مادّته الرئيسة ، ومن أهمّ هذه الفنون أيّام العرب والقصص التاريخية التي كان لها أثر واضح قبل الإسلام ، وكانت مصدراً خصباً من مصادر التاريخ بما حوته من الوقائع والأحداث ، فتكون بذلك مرآة لأحوال العرب وعاداتهم وأسلوب الحياة الدائرة بينهم ونشأتهم في الحرب والسلم(١) ، كما هي مرآة صادقة تظهر من فضائلهم وشيمهم(٢) ؛ وبذلك تنوّعت صنوف الكتابة التاريخية وتوسّعت ، فقددوّنت أخبار ما قبل الإسلام وذلك لما حوته هذه الموضوعات من أخبارتتعلّق بخلق الكون (السموات والأرض) وبدء الخليقة وما حدث من أخبار الأنبياء عليهمالسلام وصولا إلى نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله)(٣).
وللاطّلاع على أشهر من ألّف في هذا النوع من الكتابة التاريخية يمكن الرجوع إلى المظانّ المعنية بها(٤).
__________________
(١) الأغاني ٥/٣٩.
(٢) الأغاني ٥/٦٩ ، أيّام العرب في الجاهلية. المقدّمة ، وينظر : مصادر التاريخ الإسلامي : ١٢.
(٣) التاريخ العربي والمؤرّخون ١/٥٣.
(٤) ينظر : المعارف : ٣٠٢ ، الفهرست لابن النديم : ٥٨ ، ٩٥ ، ١٠٧ ، ١١٢ ، رجال النجاشي : ٣٤ـ ٣٧ ، ١٣٤ ـ ١٣٥ ، ٤٣٤ ـ ٤٣٥ ، فهرست الشيخ الطوسي : ٩٣ ، معالم العلماء : ٢٨ ـ ٢٩ ، تاريخ بغداد ١٤/٥٠ ، وفيات الأعيان ٥/١٤٣ و ٦/٨٢ ،