الشيعة والتشيّع ، فكانَ ذلك سببَ انتحالِهما مذهبَ الإماميّة.
وكانَ مِن ثَمَراتِ هذا الانتقال أنْ ألّفَ أوّلُهما كتاباً قيّماً سمّاه لِماذا اختَرْتُ مذهبَ أهلِ البيتِ عليهمالسلام حكى في مقدّمتِهِ قصّة تشيّعهِ بسببِ قِراءةِ المُراجَعات وقد طُبع غيرَ مرّة.
كما ألّفَ أخوه الشيخ أحمد الأنطاكيّ كتاباً نفيساً سمّاه في طريقي إلى التشيّع.
وقد تشيّع بتشيّعهما كثيرٌ من ذَوي قرابتهم ومعارفهم وأبناء بلدهم.
كما تشيّع غير هذين العالِمينِ بِبركةِ كتاب المُراجَعات جماعةٌ من أعلام المذاهب الأخرى ومثقّفيهم.
ومن أجمع وأبلغ ما وُصِفَ بهِ هذا الكتابُ المباركُ هو كلمةُ الإمام آية الله العظمى علم الهدى الشيخ مُرتضى آل ياسَيْنَ قدسسره وهو ابنُ خالة السيّد شرف الدين ، في مقدّمة الكتاب ، الجامعة ، وإنّها لحريّة أن تكونَ لوحةً خالدةً من نماذج النَثْرِ الفنّي الرائع ، من حيث دقّة الوصفِ وبراعة البيانِ وجمالِ التصويرِ.
قال الإمام المرتضى من آل ياسِيْنَ : «لستُ ببالغ من تعريفك ـ أيّها القارىء الكريم ـ بالسيّد المؤلّف مبلغَ تعريف هذا الكتاب به ، وحسبُكَ منه ـ وأنتَ تقرؤُهُ في هذا الكتاب ـ أن تعرفَ بهِ بَطَلاً من أبطالِ العلمِ ، وفارِساً من فُرسان البيانِ ، تأتيه حين تأتيه مالكاً لأمرك ، مسيطراً على نفسك ، فإذا استقرّبك المقامُ عندَه ، لم تتمالَكْ دونَ أن تَضَعَ قيادَكَ بينَ يديه ، فإذا هو يَتَمَلّكُ زِمامَ أمركَ ، ويدخل إلى قرارة نفسك ، فيُسيْطِرُ عليك بطبيعةِ قوّتهِ وأدبِهِ وعلمهِ ، وأنتَ لاتخشى مغبّةَ العاقبة من هذه السيطرة ، فإنّها سيطرةٌ مضمونةُ الخير مأمونةُ الشرّ بعيدةٌ عن الكيدِ والمكروهِ ، بُعْدَ الصِحّة عن الفساد ، وكُنْ واثقاً أكبرَ الثقة ـ حينَ يأخُذُكَ بيانُهُ وبُرهانُهُ ـ أنّه إنّما يردُ بِكَ