يقولون لي ما بال حظِّك ناقصاً |
|
لدى راجح ربّ الشهامة والفضل |
فقلت لهم إنّي سَمِيّ ابن ملجم |
|
وذلك اسم لايقول به حلّيّ |
ومن شعره أيضاً :
نشرت عقود سمائها الأنداء |
|
بيد النسيم فللثرى إثراء |
وبدت تباشير الربيع كأنّما |
|
نشرت حبائر وشيها صنعاء |
وافترّ ثغر الأقحوانة باسماً |
|
إذ للشقيقة مقلة رمداء |
والأرض قد زهيت بحلي نباتها |
|
والجوّ حُلّة سحبة دكناء |
والروض في نشوان سحرته وقد |
|
طافت عليه الديمة الوطفاء» |
وجاء في تاريخ الحلّة(١) :
«هو الشرف راجح بن إسماعيل بن أبي القاسم الأسدي الحلّي أبو الوفاء ، ولد بالحلّة في منتصف ربيع الآخر سنة ٥٧٠ هـ. ونشأ بها ونهل الأدب والشعر في بلده حتّى صار شاعراً فحلاً ، فقد كان شعره حسن الاُسلوب رصين العبارة جيّد السبك رائع التشبيه يطرّزه أحياناً التجنيس فيكسبه رونقاً فتلذّه الأسماع ويمتزج بنفوس سامعيه فيثير فيهم المشاعر ، فلمّااشتدّ ساعده وتمكّن من ناصية الشعر والأدب عزم على الرحلّة والأسفار ، فهاجر من الحلّة وطاف في البلاد حتّى استقرّ به المقام في حلب ، واتصل بالملوك الأيّوبيّين وخصّهم بقصائده مدحاً ورثاءً ، فأكرموا مثواه وأجزلوا عطاياه وصار له مركز مرموق عندهم ...».
وفاته :
ذكر ابن خلّكان في وفيات الأعيان(٢) أنّ الشرف راجح الحلّي توفّي
__________________
(١) تاريخ الحلّة ٢/٦٦.
(٢) وفيات الأعيان ٤ : ١٠ / ١٤٨.