ولمّا أبلغ قراءة نصف الكتاب!!!
وكانت النيّةُ معقودةً على ذكرها والإشارة إلى وجه الصواب فيها إلاّ أنّني عدلتُ عن ذلك تحاشياً من الإطالة في بحث موجز من طرز هذه المقالة ، وادّخرتُ هذا العمل للكتاب المزمَع تأليفُه ـ إنْ نَسَأَ اللهُ تعالى في الأَجَلِ وأَمَدَّ بالعون ـ.
مَعْرُوف بن خَرَّبُوْذ أو مَعْرُوف الكَرْخِيّ؟! :
وهُنا لابُدّ من الإشارة إلى أمر وقعَ لِسيّدنا الإمام المؤلّف في باب (أَسْنادالشيعة في إسْناد السُّنّة) : فقد ذَكَرَ طيّب اللهُ ثَراهُ (مَعْرُوف بن خَرَّبُوْذ)(١) وهو من أعلام محدّثي الشيعة ، وممّن أجمعت العِصابةُ على تصديقهم وتصحيح ما يصحّ عنهم ، وله في كُتُب رجال الحديث ذِكْرٌ عاطِرٌ.
وَمِمَّنْ ذَكَرَهُ شيخُ الطائفةِ الطُوسيُّ في (رجاله) وعدّهُ من أصحاب عليّ بن الحسين وابنه محمّد بن عليّ الباقر وابنه جعفر بن محمّد الصادق عليهم السلام ، وقال فيه : «القرشيّ مولاهم مَكِيٌّ»(٢).
لكنّ السيّد شرف الدين ـ رضوانُ الله عليه ـ اختلَطَ عليه مَعْرُوف بن خَرَّبُوْذ المَكّيّ هذا ، بـ : مَعْرُوف الكَرْخِيّ من رِجال التصوّف والزهد ، فَظَنَّهُما واحِداً!؟.
وجاءت ترجمة ابن خَرَّبُوْذ رحمه الله مُلفّقَةً بترجمة معروف الكرخي ، فقد جاء في ترجمته من (المراجعات) مَعْرُوف بن خَرَّبُوْذ
__________________
(١) المراجعات : ١٦٩.
(٢) رجال الشيخ : ٣١١ / ٦٤٤.