وروى أبو الفتح محمّد بن عليّ الكراجكي المتوفّى سنة ٤٤٩ هـ في كتابه كنز الفوائد في حديثه عن القياس قال :
«وأمّا المروي في ذلك من الأخبار فمنه قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (ستفترق أمّتي على بضع وسبعين فرقة ، أعظمها فتنة على أمّتي قوم يقيسون الأمور برأيهم ، فيحرّمون الحلال ، ويحلّلون الحرام)»(١).
فأتباع أهل البيت عليهمالسلام السائرين على نهجهم غير مشمولين بهذاالحديث قطعاً ويقيناً ، لأنّه (صلى الله عليه وآله) قال في حقّ عليّ عليهالسلام : (من أحبّ أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويسكن جنّة الخلد التي وعدني ربّي ـ فإنّ ربّي غرس قضبانهابيده ـ فليتولّ عليّاً ، فإنّه لن يُخرجكم من هدىً ، ولن يدخلكم في ضلالة)(٢) فالحمد لله الذي جعلنا من الموالين لأمير المؤمنين عليهالسلام والمهتدين بهداه.
ومثل هذا الحديث ورد في حقّ أهل البيت عليهمالسلام عن الإمام الحسين بن عليّ عليهالسلام قال : (سمعت النبيّ (صلى الله عليه وآله) يقول : من أحبّ أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنّة التي وعدني ربّي ، فليتولّ عليّ بن أبي طالب وذرّيّته الطاهرين أئمّة الهدى ومصابيح الدجى من بعده ، فإنّهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة)»(٣).
فهذا عليّ وهؤلاء أهل بيته وذريّته الطاهرين عليهم أفضل الصلاة والسلام ، قد جعلهم النبيّ (صلى الله عليه وآله) أماناً لأتباعهم من الانحراف والعمل
__________________
(١) كنز الفوائد٢/٢٠٩.
(٢) مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام للكوفي١/٤٢٦/٣٣٢ ، عن زيد بن أرقم ، ومثله في أمالي الطوسي : ٤٩/٤٨.
(٣) مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب١/٣٥٤ ، العقد النضيد للقمّي : ٧٨/٥٩.