بالرأي ، فمن اتّبعهم نجا ومن تخلّف عنهم غرق وهوى.
وروى أبو جعفر محمّد بن عليّ بن شهر آشوب المازندراني المتوفّى سنة ٥٨٨ هـ في كتابه مناقب آل أبي طالب :
«عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) : (ستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، إحداهما ناجيةوسائرها هالكة)»(١).
«وعن زاذان ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام : (والذي نفسي بيده لتفترقنّ هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة ، إثنتان وسبعين في النار وواحدة في الجنّة ، وهم الذين قال الله : (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُوْنَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُوْنَ)(٢) وهم أنا وشيعتي)».
«وروي عن الباقرين عليهماالسلام أنّهما قالا : (نحن هم)»(٣).
فهذا حديث مسند بآية من القرآن الكريم وفسّرها أهل البيت عليهمالسلام ، فأتباعهم أتباع الحقّ ومخالفيهم أتباع الهوى والضلال.
وقال السيّد شرف الدين الأسترآبادي من أعلام القرن العاشر الهجري في كتابه تأويل الآيات الظاهرة بعد ذكر هذا الحديث والآية :
«صدق عليهالسلام أنّه هو وشيعته هم الفرقة الناجية ، وإن لم يكونوا وإلاّ فمن؟وأحسن ما قيل في هذا المعنى قول خواجة نصير الدين محمّد الطوسي قدّس الله روحه وقد سئل عن الفرقة الناجية؟ فقال : بحثنا عن المذاهبوعن قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (ستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، منها فرقة ناجية والباقي في النار) فوجدنا الفرقة الناجية هي الإمامية ؛
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب٣/٨٩.
(٢) سورة الأعراف٧/١٨١.
(٣) مناقب آل أبي طالب ٣/٨٩.