(ستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، واحدة ناجية ، وهم المتمسّكون بولايتكم ، لا يعملون برأيهم ، أولئك ما عليهم من سبيل)»(١).
وروى محمّد محسن الفيض الكاشاني المتوفّى سنة ١٠٩١ هـ ، في كتابه الأصفى في تفسير القرآن في تفسيره قوله تعالى : (إنَّ الَّذِيْنَ فَرَّقُوا دِيْنَهُم) : «بدّدوه ، فآمنوا ببعض وكفروا ببعض وافترقوا فيه (وَكَانُواشِيَعاً) فِرَقاً يُشيّع كلّ فرقة إماماً (لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيء إنّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُوْنَ)(٢) قال : هم أهل الضلال وأصحاب الشبهات والبِدع من هذه الأمّة.
والقمّي : فارقوا أمير المؤمنين عليهالسلام وصاروا أحزاباً.
وفي الحديث المشهور : «ستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلّهافي النار إلاّ واحدة ، وهي التي تتّبع وصيّي عليّاً»(٣).
هذا ما ذكره علماؤنا من الأحاديث الشريفة وتعليقاتهم عليها.
ولننظر الآن ماذا يذكروا لنا علماء الطائفة الثانية.
روى أبو عبدالله أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني المتوفّى سنة ٢٤١ ه ـ في كتابه المسند :
«عن أبي عامر عبدالله بن لحي قال : حججنا مع معاوية بن أبي سفيان ، فلمّا قدمنا مكّة قام حين صلّى صلاة الظهر فقال : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : (إنّ أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين
__________________
(١) الصراط المستقيم٢/١٢٦.
(٢) سورة الأنعام ٦ : ١٥٩.
(٣) تفسير